أُعلن أمس خبر جميل مفاده قرار لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الموافقة على إدراج مدينة السلط “مدينة التسامح والضيافة الحضارية” على قائمة التراث العالمي؛ لتنضمّ إلى المواقع الأردنيّة التي سبقتها إلى تلك القائمة: البترا، وقصير عمرة، وأم الرصاص، ووادي رم، والمغطس؛ فتحظى بناء على ذلك باهتمام من المجتمع الدوليّ، يضمن الحفاظ عليها للأجيال المقبلة.
وما لا شك فيه هو أن هذا القرار يؤكد سير الأردن الدؤوب في طريق التميّز والإبداع، وسعيه المستمر لتحقيق ذلك في مختلف المجالات، على مستوى القيادة، والحكومة، والشعب؛ إذ تتكاتف فيه الجهود، وتتلاحم الأكفّ، وتتعاضد النفوس لإدامة التميز والتفوق على الأصعدة كافة.
لقد بدأ السعي لإدراج مدينة السلط في هذه القائمة منذ عام 1995، وتشاء الأقدار أن يتحقق المراد في هذا الوقت العصيب الذي تعاني فيه دول العالم كافة انتكاسة سياحية لافتة جراء جائحة كورونا وتبعاتها؛ فتطلّ السلط من بين جبالها الشمّاء، رافعة رأسها المجلّل بشماغ الفخار والعزّ، تتزيّا بعباءة تفوح مجدًا وكبرياء، لتؤكد أنها المدينة القديمة العتيقة العريقة، الحديثة الجديدة المتجددة… حارسة التاريخ، وسادنة التراث، حاضنة الفكر والثقافة، وملهمة الفن والإبداع، أرض التعايش الديني السلميّ، والطراز المعماريّ الأثير الأوحد… مدينة الأوائل بتميّز وفرادة، على مستوى المنشآت، والمؤسسات، والأفراد، والخدمات المجتمعية.
السلط… عاصمة إمارة شرق الأردن حتى بدايات القرن العشرين، وعاصمة الثقافة الأردنية عام 2008، وضمن قائمة التراث العالمي عام 2021، وبين عام وعام تكبر السلط بأهلها الأجاويد، ويزيدها تلاحمهم قوة وإباء وصمودًا، فتظلّ حاضرة البلقاء الشامخة، وإحدى المدن الأردنية الشمّاء كلّها، الصامدة كلّها، الخالدة كلّها.
هنيئًا للسلط ولأهلها الأكارم، لأخوتنا، وأصدقائنا، وأحبائنا من هذه المدينة العزيزة، وهنيئًا للأردن هذا المنجز الجديد الجميل، الذي يبعث بارقة أمل في النفوس، وينبهنا على ضرورة الانصراف عن اليأس والتشاؤم، وعن الانشغال في القيل والقال، وفي تشتيت الجهود، وفي جلد الآخرين، ويدفعنا إلى الاستمرار في البذل والعطاء، رفعة لبلدنا الأردنّ الغالي، وإكرامًا للإنسان الأردني أينما حلّ وارتحل.
وختامًا، معًا نحو سياحة جميلة آمنة في السلط الأردنيّة العالميّة، على طريقها مشينا وسنمشي، وفي ربوعها وفي ربوع الأردن المضياف العامر بالحب سنقضي دومًا أحلى الأوقات بإذن الله
بقلم: دة. جمانة مفيد السالم
جامعة الشرق الأوسط MEU